كلمة
العدد ...
ابريل ليس في الربيع عند نا
حاول
نظام
القذافي عقب استيلائه على السلطة مباشرة أن يستميل القطاع
الطلابي باعتباره الطليعة الواعية الشابة التي يتحتم على اى
نظام من طرازه ان يسعى لكسبها الى صفه وعلى الأخص في المرحلة
الاولى لتثبيت اقدامه القلقة
ومضى النظام الفاشل في مساعيه لاحتواء الطلبة بالكامل ضمن
مخططه المتعدد المراحل الرامى الى اخضاع
كافة قطاعات
الشعب لسلطة فردية حمقاء مطلقة تتجسد فى شخص رئيس هذا النظام
والطغمة المحيطة به فنجح قليلا جدا، واخقق الى حد بعيد.
وبعد نحو اربع سنوات من وصوله إلى الحكم بطريق الانقلاب
العسكري أراد المتسلط الجاهل اختبار قوته فخرج على البلاد في
أبريل 1973 بما أسماه "الثورة الثقافية" مفتتحا بها عصر
انقلابه الثقافي لنشر الفوضى رسميا تحت رعاية النظام. وكانت
تلك بداية التمهيد للمواجهة المحتومة بين السلطة والقطاع
الطلابي بأسره.
ففي يناير 1976 أقدمت السلطة على حلّ اتحاد الطلبة المنتخب
بطريقة ديمقراطية علنية منظمة، لمجرد أن أحدا من عملاء
"المعقّد" لم ينجح في الوصول إلى أي موقع قيادي داخل الاتحاد.
وكانت النتيجة وقوع الانتفاضة الشعبية العارمة التي تضامن فيها
أهالي مدينة بنغازي خاصة مع أبنائهم الطلبة في كل من جامعتي
طرابلس وبنغازي. وجاء رد فعل السلطة الغاشمة على ذلك الحدث
المشرّف بأن عمدت إلى احتلال الحرم الجامعي عسكريا يوم 7 أبريل
حيث استخدمت في غارتها جنودا باللباس المدني حاملين الأسلحة في
وجه الطلاب العزّل، واتبعت تلك العملية بحملة اعتقالات واسعة
فرزت خلالها العناصر القيادية الفعّالة فمارست ضدها شتّى
أساليب التعسّف والتعذيب، كما لفّقت للعديدين تهماً بالغة
الخطورة.
ثم نصبوا المشانق في أبريل 1977، فأعلنوها حربا لا هوادة فيها.
ومن بعدها لم يعد الطالب العادي يخشى مجرد السقوط في الامتحان
بقدر ما صار يجتهد في محاولة النجاة بنفسه من ملاحقة مخابرات
القذافي، والهروب من معسكرات غسل الدماغ و "التبليد" الاجباري،
وتجنّب المواجهة غير المتكافئة مع حكم عسكري شرس لا يخفي عداءه
لكل ما هو شريف ونظيف وخيّر في بلادنا على العموم وفي مجالات
التعليم والثقافة بشكل خاص.
وفي أبريل 1980 تحوّلت حملة "التصفيات الجسدية" التي كان
النظام الفاشي يتهدد بها عناصر المعارضة الطلابية وغيرها من
المواطنين الليبيين إلى دعوة صريحة لحمّام دم.
ورغم ذلك كله فإن طلاب ليبيا الشرفاء والأحرار لم يشلّهم الرعب
كما كان يتوقع حكم المجرمين والقتلة، بل واصلوا النضال بكل ما
في وسعهم ضد طغيان القذافي وعصابته الشريرة. غير أن جهود
الطلبة ظلت في كثير من الأحيان مجهودات فردية فقط أو محصورة في
نطاق مجموعات محدودة العدد والفاعلية بطبيعة الحال فلم يكن
هنالك اطار عام يمكن أن يضم المعارضة الطلابية الليبية على
اختلاف فصائلها وتوجّهاتها بحيث يوفر للجميع منبرا مستقلا
للتعبير الحر والممارسة كقطاع متميّز من ناحية، وكرافد رئيسي
هام لحركة المعارضة والمقاومة الوطنية كلها من ناحية أخرى، على
اعتبار أن أي طالب وطني مخلص لا يمكن ولا يجوز أن ينعزل عن
قضية بلاده ومعاناة شعبه.
من هذا المنطلق تجمّعت عناصر (المعارضة الطلابية الليبية) التي
يوحّد بينها هدف العمل على اسقاط حكم الجهالة والتجهيل في
بلادنا. وهكذا نفّذت فكرة ابرازها بأكبر قدر مكن من وسائل
العلانية في ظروف الارهاب القذافي المعروف الذي يحتم منتهى
السرية والحذر في نشاط المعارضة.
ولسوف تصعّد هذه "المعارضة الطلابية الليبية" عملها بإذن الله
ضد حكم القذافي إلى أعلى مستوى وهي على ثقة من تأييد كافة
الطلبة الليبيين (الذين يهمهم الأمر) وجميع مواطنينا الشرفاء
الذين تحزّ في نفوسهم الأوضاع المزرية التي آلت إليها بلادنا
تحت سياط هذه الطغمة الفاسدة المفسدة. |